ايضا يقدم نظام تشغيل هذه الماكينة مساعدة فورية لأي مشكلة فنية أو سؤال قد يطرأ على مستخدم هذه الماكينة ويمكن الوصول إلى هذه المساعدة بكل سهولة من أي شاشة. للماكينة شاشة لمس كبيرة وملونة ويتم عن طريقها اختيار نموذج التطريز ونوع الغرز المرغوبة و...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت»(رواه البخاري 6120). عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت »(رواه البخاري 6120). قال الخطَّابي: "قال الشَّيخ: معنى قوله « النُّبوَّة الأولى » أنَّ الحَيَاء لم يزل أمره ثابتًا، واستعماله واجبًا منذ زمان النُّبوَّة الأولى، وأنه ما مِن نبيٍّ إلَّا وقد نَدَب إلى الحَيَاء وبُعِث عليه، وأنَّه لم ينسخ فيما نسخ مِن شرائعهم، ولم يُبَدَّل فيما بُدِّل منها"((معالم السنن للخطَّابي4/109)). قال ابن القيِّم: "خُلق الحَيَاء مِن أفضل الأخلاق وأجلِّها وأعظمها قدرًا وأكثرها نفعًا، بل هو خاصَّة الإنسانيَّة، فمَن لا حياء فيه، فليس معه مِن الإنسانيَّة إلَّا اللَّحم والدَّم وصورتهما الظَّاهرة، كما أنَّه ليس معه مِن الخير شيء" ((مفتاح دار السَّعادة 1/277 بتصرُّف يسير)). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستُّون- شعبة، أعلاها: قول: لا إله إلَّا الله.
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن النساء يرخين ثيابهن شبراً تعجبت أم سلمة ورأت أن الشبر قليل لأنه قد ينكشف فتبدو أقدام المرأة فقالت: "إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ، قَالَ: «فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا، لَا يَزِدْنَ عَلَيْهِ»، رواه الترمذي وصححه. وقال مجاهد: "كانت المرأة من النساء الأولى تتخذ لِكُمِّ دِرعها أزرارا تجعله في أصبعها تغطي به الخاتم". بل بلغ الحياء مبلغا لا يكاد يبلغه الخيال من المرأة المسلمة في مجتمع الصحابة في قصة المرأة السوداء التي كانت تصرع وكانت تتكشف حال صرعها دون ارادة ولا اختيار منها فجاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو لها ان يشفيها الله فقالت اني أصرع وأتكشف فادع الله لي فقال لها إن شئت صبرت ولَك الجنة وان شئت دعوت الله لك ان يعافيك فقالت بل اصبر فادع الله أن لا أتكشف فدعا لها متفق عليه. فانظر كيف رضيت بالصبر على المرض ولم ترض بالتكشف في حالة هي معذورة فيها. فما أطهر تلك القلوب وما أسمى تلك الأخلاق. نعم عباد الله هذا حال نساء الصحابة والتابعات لهن بإحسان في الحياء والتستر والتصون والاحتشام. وهن القدوة الصحيحة لنساء المسلمات. لقد ضعف سلطان الحياء على كثير من النساء وخفتت نار الغيرة عند كثير من الرجال فتولد عن ذلك خلل كبير ملحوظ في عدد غير قليل من النساء كما يشاهد ذلك في المستشفيات والأسواق وغيرها من مجامع الناس فصار مألوفاً عند بعضهم أن تكشف المرأة ذراعها أو تكشف وجهها بكامل زينته أمام البائع والسائق وغيرهما من الرجال الأجانب عنها.
- وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: « الحَيَاء لا يأتي إلَّا بخير » (رواه البخاري6117، ومسلم37) قال ابن بطَّال: "معناه أنَّ مَن استحيا مِن النَّاس أن يروه يأتي الفجور ويرتكب المحارم، فذلك داعيةٌ له إلى أن يكون أشدَّ حياءً مِن ربِّه وخالقه، ومَن استحيا مِن ربِّه فإنَّ حياءه زاجرٌ له عن تضييع فرائضه وركوب معاصيه؛ لأنَّ كلَّ ذي فطرة صحيحة، يعلم أنَّ الله تعالى النَّافع له والضَّار والرَّزاق والمحيي والمميت، فإذا عَلِم ذلك فينبغي له أن يستحيي منه عزَّ وجلَّ" ((شرح صحيح البخاري 9/297)) قال ابن رجب: "... « الحياء لا يأتي إلَّا بخير »: فإنَّه يكفُّ عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، فهو مِن خصال الإيمان بهذا الاعتبار"((جامع العلوم والحكم 1/501)). قال ابن حجر: "إذا صار الحَيَاء عادة، وتخَلَّق به صاحبه، يكون سببًا يجلب الخير إليه، فيكون منه الخير بالذَّات والسَّبب" ((فتح الباري10/522)). فالحَيَاء فضيلة مِن فضائل الفطرة، وهو مادَّة الخير والفضيلة، وبهذا وصفه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بقوله: « الحَيَاء خيرٌ كلُّه ».
- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، مرَّ على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنَّك لتستحيى حتى كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه، فإنَّ الحياء مِن الإيمان (رواه البخاري 6118). قال ابن بطَّال: "معناه أنَّ الحَيَاء مِن أسباب الإيمان وأخلاق أهله؛ وذلك أنَّه لما كان الحَيَاء يمنع مِن الفواحش، ويحمل على الصَّبر والخير، كما يمنع الإيمان صاحبه مِن الفجور، ويقيِّده عن المعاصي، ويحمله على الطَّاعة، صار كالإيمان لمساواته له في ذلك، وإن كان الحَيَاء غريزة، والإيمان فعل المؤمن، فاشتبها مِن هذه الجهة"((شرح صحيح البخاري9/298))- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « استحيوا مِن الله حقَّ الحياء ». قال: قلنا: يا رسول الله إنَّا لنستحيي، والحمد للَّه. قال: « ليس ذاك، ولكنَّ الاستحياء مِن الله حقَّ الحياء: أن تحفظ الرَّأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وتتذكَّر الموت والبِلَى، ومَن أراد الآخرة، ترك زينة الدُّنيا، فمَن فعل ذلك، فقد استحيا مِن الله حقَّ الحياء »(رواه التِّرمذي 2458 مِن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
فالمؤمن الحيي يبر بوالديه ويصل رحمه ويحسن عشرة زوجته ويرحم أهله وولده ويحسن تربيتهم ويحسن إلى جاره ويوفي الأجير أجرته ويقضي الدائن دينه ويقوم بالواجب عليه في وظيفته بالمحافظة على ساعات دوامه وقضاء مصالح الناس التي كلف بها. والمؤمن الحيي لا يكون سباباً ولا لعّانا ولا فاحشاً ولا بذيئاً، ولا يبغي على بعيد ولا قريب في نفس أو عرض أو مال. بل هو من كل شر بعيد وإلى كل خير قريب. أيها المسلمون: إن أكثر ما ينزع الحياء من القلوب مخالطة من لا يستحي والاقتداء بهم ولهذا لما كثرت مخالطة كثير من المسلمين للكفار والمشركين ممن لا يقيم لتقوى الله وزنا ولا يرى للحياء والعفة قدراً تأثروا بهم مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله) فاقتبسوا من أخلاقهم المنافية للحياء والأدب الإسلامي شيئاً كثيراً والعياذ بالله كتضييع العبادات والتفريط فيها وكمشابهتهم في ألبستهم وزينتهم وفي علاقة أحد الجنسين من الذكر والأنثى بالآخر. فاستمسكوا بأخلاقكم الكريمة فإن ديننا دين الخلق القويم والأدب المستقيم وقدوتنا هو النبي صلى الله عليه وسلم وكان أشد حياء من العذراء في خدرها وهو الذي أثنى عليه بارئه ومولاه فقال (وإنك لعلى خلق عظيم) ومَن زينه بمحاسن الأخلاق ومكارمها سبحانه أمرنا أن نقتدي به فقال جل وعلا (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله عَلَى إحسانِه، والشّكرُ لَه على توفِيقِه وامتنانِه، وأشهد أن لاَ إلهَ إلاّ الله وحدَه لا شريكَ له تعظيمًا لشَأنه، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمّدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان واقتفى أثرهم. وسلم تسليما فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن الحياء مطلوب من كل مسلم ومسلمة ولكن الحياء في جانب النساء آكد. فالمرأة محل طمع الرجال فإذا قل حياؤها وضعفت حشمتها أرخصت نفسها وضيعت دينها وعرضت نفسها لمخاطر جسيمة في شرفها وسمعتها وسمعة أهلها وقرابتها. ولهذا نوّه الله تعالى بحياء المرأة فقال تعالى عن ابنتي شعيب صاحب موسى (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير) ثم قال سبحانه (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) الآية. فنوّه بحسن تربيتهما وأخلاقهما وحيائهما فلم يبتذلن أنفسهن ويعرضنها للفتنة بمزاحمة الرجال بل كن يبتعدن حتى ينتهي الرجال من السقي. ونوّه بالفتاة المرسلة من أبيها إلى موسى أنها جاءته تمشي والحياء متمكن منها في مشيتها حتى بلغته الرسالة.
- « وتحفظ البطن »: أي عن أكل الحرام. - « وما حوى »: أي ما اتصل اجتماعه به مِن الفرج والرِّجلين واليدين والقلب، فإنَّ هذه الأعضاء متَّصلة بالجوف، وحفظها بأن لا تستعملها في المعاصي، بل في مرضاة الله تعالى. - « وتتذكَّر الموت والبِلَى » بكسر الباء، مِن بَلَى الشَّيء إذا صار خَلِقًا متفتِّتًا، يعني تتذكَّر صيرورتك في القبر عظامًا بالية. - « ومَن أراد الآخرة ترك زينة الدُّنْيا » فإنَّهما لا يجتمعان على وجه الكمال حتى للأقوياء، قاله القاري. " وقال المناويُّ: "لأنَّهما ضرَّتان، فمتى أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى"((تحفة الأحوذي للمباركفوري 7/130-131)). - وعن يَعْلَى أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا يغتسل بالبَــرَاز فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: « إنَّ الله عزَّ وجلَّ حَلِيمٌ حَيِىٌّ سِتِّيرٌ، يحبُّ الحَيَاء والسَّتْر، فإذا اغتسل أحدكم فليَسْتَتِر »(رواه أبو داود4012، والنسائي 406 وصحَّحه النَّوويُّ في الخلاصة 1/204، وقال الشَّوكاني في نيل الأوطار1/317: رجال إسناده رجال الصَّحيح). عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما كان الفُحْش في شيء إلَّا شانه، وما كان الحَيَاء في شيء إلَّا زَانَهُ »(رواه التِّرمذي 1974 وابن ماجه4185، وأحمد 12712 قال التِّرمذي: حسنٌ غريب.
وقال ابن حجر في تخريج المشكاة 4/386: رجاله رجال الصَّحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 2635).